الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٩١
والقدح في المذهب غير ظاهر.، فإن من لا يعمل بخبر الواحد من أصحابنا - كالسيد المرتضى وكثير من المتقدمين (1) -، مصنفاتهم خالية عن خبر الثقة، على وجه التقليد، فضلا " عن المجروح، إلى أن يبلغ حد التواتر.
والمصنفات المشتملة على أخبار المجروحين، مبنية على مذهب المفتي بمضمونها.
- 3 - وإن كان ولا بد من تجاوز ذلك.، فالعمل على خبر المخالف الثقة، ليسلم من ظاهر النهي، عن قبول خبر الفاسق ظاهرا "، ومنع اطلاقه على المخالف مطلقا "، وقد تقدمت الإشارة إليه (2).
أما المنصوص على ضعفه، فلا عذر في قبول قوله، كما يتفق ذلك للشيخ (رحمه الله)، في موارد كثيرة.
والله تعالى أعلم بحقائق أحكامه.

(1) قال السيد المرتضى: (اعلم: ان الصحيح: ان خبر الواحد لا يوجب علما "، وإنما يقتضي غلبة الظن بصدقه إذا كان عدلا "...) ينظر: (الذريعة إلى أصول الشريعة: ق 2، ص 517).
وينظر: مقدمة كتاب (السرائر)، لابن إدريس الحلي.
(2) كما في: (الحقل الثالث: في الموثق).، ينظر: (شرح البداية: الباب الأول -: ص 86 - 87).
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»