الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٤٥
مقطوعا "، فيترتب عليه أحكام غير صحيحة.، حتى قال بعضهم: التدليس أخو الكذب (1).
وفي جرح فاعله بذلك: قولان.، بمعنى: أنه إذا عرف بالتدليس، ثم روى (حدثنا) غير ما دلس به، ففي قبوله خلاف.
- 1 - فقيل: لا يقبل مطلقا "، لما ذكرناه، من الضرر المترتب على التدليس، الذي وقع منه.، حيث أوجب وصل المقطوع، واتصال المرسل.، ويترتب عليه أحكام شرعية، كانت منتفية لولاه، وذلك جرح واضح.
وقيل: لا يجرح بذلك.، بل، ما علم فيه التدليس يرد، وما لا فلا، لأن المفروض كونه ثقة " بدونه.، والتدليس: ليس كذبا ".، بل، تمويها ".
- 2 - والأجود: التفصيل.، وهو القبول لحديثه، إن صرح بما يقتضي الاتصال، كحدثنا و أخبرنا.، دون المحتمل للامرين ك‍: (عن)، (قال).، بل، حكمه حكم المرسل (2).
ومرجع هذا التفصيل: إلى أن التدليس، غير قادح في العدالة.، ولكن، تحصل الريبة في إسناده، لأجل الوصف.، فلا يحكم باتصال سنده، إلا مع إتيانه بلفظ لا يحتمل التدليس، بخلاف غيره فإنه يحكم على سنده بالاتصال، عملا " بالظاهر، حيث لا معارض له.
- 3 - واعلم، ان عدم اللقى الموجب للتدليس يعلم: باخباره عن نفسه بذلك، وبجزم عالم مطلع عليه (3).
ولا يكفي أن يقع في بعض الطرق، زيادة راو بينهما، لاحتمال أن يكون من المزيد ولا يحكم في هذه الصورة بحكم كلي، لتعارض الاتصال والانقطاع.

(١) والقائل: هو شعبة بن الحجاج.، ينظر: كتاب الكفاية في علم الرواية: ص ٣٥٥.، والباعث الحثيث:
ص ٥٨.، والخلاصة في أصول الحديث: ص ٧٤.، ومقدمة ابن الصلاح: ص ١٦٩.
(٢) ينظر: مقدمة ابن الصلاح: ص ١٧١، والخلاصة في أصول الحديث: ص ٧٥، والباعث الحثيث:
ص ٥٤.
(٣) وقد علق المددي هنا بقوله:
كما حكي النجاشي عن يونس بن عبد الرحمن: ان حريز بن عبد الله لم يرو عن أبي عبد الله عليه السلام إلا حديثين.
نعم، ناقش السيد الأستاذ - دام ظله - في ذلك.، ينظر: معجم رجال الحديث: ٤ / 255 - 258.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»