الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ١٢٩
واللحية، أستخلف يوم قتل عثمان وهو يوم الجمعة، لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالكوفة، صبيحة الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
وقد أخرج الترمذي وابن جرير وغيرهما من حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا دار الحكمة وعلي بابها).
(جامع الترمذي) (4 / 329) و (تهذيب التهذيب) (1 / 90) ح / 180، وفي هذا الباب عن ابن عباس أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (111 / 55) ح / 11061 - والحاكم (3 / 126) والخطيب في (تاريخه) (4 / 348) و (7 / 173) و (11 / 48) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه)، وفي الباب عن جابر بن عبد الله الأنصاري عند الخطيب في (تاريخه) (2 / 377) و (4 / 219) أنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي كرم الله وجهه يقول: (هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره، مخذول من خذله، يمد بها صوته:
(أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب).
والحديث قد صححه ابن معين وابن جرير والحاكم والسيوطي والهندي وجماعة وقد حسنه الحافظ ابن حجر والحافظ العلائي وجماعة آخرون، وتكلم فيه ابن تيمية والذهبي وابن الجوزي وغيرهم بلا حجة.
وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (/) وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع - وقال جلال الدين السيوطي في (اللآلي المصنوعة) (1 / 334): وأي استحالة في أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا في حق علي كرم الله وجهه ولم يأت كل من تكلم في هذا وجزم وضعه بجواب عن هذه الروايات الصحيحة عن ابن معين.
وقال الحافظ ابن حجر أيضا: وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب. وبالجملة هذا حديث حسن صحيح مشهور لم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحدا لا اعتبار بقوله ولا ينكره إلا من لا اطلاع له في هذا العلم.
(ما جاء في فضائله كرم الله وجهه) وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: (ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعلي كرم الله وجهه) ذكره ابن الجوزي في (مناقب أحمد) (ص / 163) في ذكر سياق كلامه في علي عليه السلام، والحاكم (3 / 107) والذهبي في (التلخيص) (3 / 107) وأيضا في (تاريخ الإسلام) ص / 138، وابن عبد البر في (الإستيعاب) (3 / 51) والمحب الطبري في (الرياض النضرة) (2 / 165) وابن حجر في (فتح الباري) (7 / 76) وفي (الإصابة) (1 / 501)، وفي (تهذيب التهذيب) (7 / 339)، وكذا قاله النسائي وقد أخرج الترمذي (4 / 326) من حديث أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وفي هذا الباب جماعة من الصحابة - وقال الحافظ الذهبي - (*)
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»