الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ١٣٢
* عثمان بن عفان: - هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان ويكنى أبا عبد الله الأموي القرشي، كان إسلامه في أول الإسلام على يدي أبي بكر قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، ولم يشهد بدرا لأنه تخلف بمرض رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم فيها بسهم، ولم يشهد بالحديبية بيعة الرضوان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعثه إلى مكة في أمر الصلح، فلما كانت البيعة ضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده على يده وقال: هذه لعثمان. وسمي ذا النورين لجمعه بين بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم، كان أبيض ربعة وقيل: أسمر رقيق البشرة حسن الوجه بعيد ما بين المنكبين كثير شعر الرأس عظيم اللحية يصفرها، أستخلف أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين، قتله الأسود التجيبي من أهل مصر. وقيل: غيره.
ما جاء في إسلامه: وقد قال الحافظ ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (7 / 209): أسلم عثمان قديما على يدي أبي بكر، وكان سبب إسلامه عجيبا فيما ذكره الحافظ ابن عساكر، وملخص ذلك أنه لما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته رقية وكانت ذات جمال من ابن عمها عتبة بن أبي لهب، تأسف إذ لم يكن هو تزوجها فدخل على أهله مهموما فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز وكانت كاهنة فقالت له: أبشر وحييت ثلاثا وتترا، ثم ثلاثا وثلاثا أخرى: ثم بأخرى كي تتم عشرا، أتاك خير ووقيت شرا، نكحت والله حصانا زهرا، وأنت بكر و لقيت بكرا، وأفتيها بنت عظيم قدرا، بنيت أمرا قد أشاد ذكرا، - قال عثمان فعجبت من أمرها حيت تبشرني بالمرأة قد تزوجت بغيري. فقلت: يا خالة!
ما تقولين؟ فقالت عثمان لك الجمال، ولك اللسان، هذا النبي معه البرهان أرسله بحقه الديان، وجاءه التنزيل والفرقان، فاتبعه لا تغتالك الأوثان قال: فقلت: إنك لتذكرين أمرا ما وقع ببلدنا، فقالت: محمد بن عبد الله رسول الله من عند الله، رسول من عند الله، جاء بتنزيل الله، يدعو به إلى الله، ثم قالت: مصباحه مصباح، ودينه فلاح، وأمره نجاح، وقرنه نطاح، ذلت له البطاح، ما ينفع الصياح، لوقوع الذباح، وسلت الصفاح، ومدت الرماح. قال عثمان: فانطلقت مفكرا فلقيني أبو بكر فأخبرته فقال: ويحك يا عثمان إنك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة صم لا تسمع و لا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ قال: قلت: بلى! والله إنها لكذلك، فقال:
والله لقد صدقتك خالتك، هذا رسول الله محمد بن عبد الله، قد بعثه الله إلى خلقه برسالته، هل لك أن تأتيه؟ فاجتمعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان أجب الله إلى حقه، فإني رسول الله إليك وإلى خلقه، قال: فوالله ما تمالكت نفسي منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسلمت و شهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقال:
أحسن زوج رآه إنسان، رقية وزوجها عثمان.
فقالت في ذلك سعدى بنت كريز:
هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى وأرشده والله يهدي إلى الحق فتابع بالرأي السديد محمدا وكان برأي لا يصد عن الصدق وأنكحه المبعوث بالحق بنته فكانا كبدر مازج الشمس في الأفق
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»