الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ١٢٥
- واللفظ للبخاري وعند ابن سعد من حديث الشعبي فقال عمر بن الخطاب: إن من غره عمره لمغرور، والله لوددت أني أخرج منها كما دخلت فيها، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع، وفي رواية ابن عباس عند ابن سعد وغيره: فقال عمر: والله لو أن لي ما على الأرض من شئ لافتديت به من هول المطلع، وعنه أيضا أنه قال: فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر.
وفي هذه الأقوال إيماء إلى قوله تعالى: (لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأويهم جهنم وبئس المهاد).
(سورة الرعد / الآية / 18) وقد جاء في سورة الزمر الآية / 47 (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) وقد جاء في سورة المعارج الآية / 11 (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه).
وفي هذا الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وعمر ابن الخطاب، وفي حديث جابر عند أحمد (3 / 346) وابن سعد (2 / 243) وقال أحمد: ثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم (دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا بألا يضلون بعده قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها) والحديث حسن لأجل ابن لهيعة وهو متكلم فيه وقد تابعه عليه قرة بن خالد وإبراهيم بن يزيد عن أبي الزبير عند ابن سعد (2 / 234).
وفي الباب عنه أيضا عند ابن سعد، قال عمر بن الخطاب: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم و بيننا وبين النساء حجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغسلوني بسبع قرب وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال النسوة: أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته، قال عمر: فقلت: اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح أخذتن بعنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هن خير منكم) وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد (3 / 379) قال: دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته بعد سنة وهو يسلت العرق عن وجهه وهو يقول: الآن خرجت من الحناذ أو مثل الحناذ، وفي رواية سالم بن عبد الله يقول: سمعت رجلا من الأنصار يقول: دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبينه فقلت: يا أمير المؤمنين! ما فعلت؟
فقال: الآن فرغت ولولا رحمة ربي لهلكت).
وقد أخرج الترمذي وغيره من حديث حذيفة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر). هذا حديث ليس بصحيح من جهة المتن بجميع الأسناد وكذا قاله الحافظ ابن حزم الظاهري في (الفصل) (14 / 108): لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصح.
ومن حديثه: ما رواه البخاري (2 / 1009) باب رجم الحبلى، وأحمد (1 / 55) وأبو بكر البزار في (المسند) (1 / 301) ح / 194)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (/) وقال عمر بن الخطاب (والحديث طويل وهذا طرف منه) أنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما.
وأخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) (14 / 568) ح / 18892، حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، (أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكانا في الأنصار فدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرجعا) صحيح مع إرساله.
وله في (المشكاة) ثلاث وتسعون حديثا، وفي البخاري ستون حديثا وعند أحمد (1 / 14 - 57) وعند الطبراني (1 / 71) ح / 80 - 89) تسعة أحاديث.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»