الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ١٣١
وقيل: ثمان وسبعون. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وأياما. روى عنه بنوه الحسن والحسين ومحمد عليهم السلام و خلائق من الصحابة والتابعين.
ابن مالك وأبي هريرة وأبي بكر وجابر بن عبد الله وأبي ذر الغفاري وعمر بن الخطاب. وقد قال العلامة الهندي الفتني في (تذكرة الموضوعات) ص / 97، وهذا الحديث قد ورد من رواية أحد عشر صحابيا بعدة طرق وتلك طرق عدة التواتر في رأيي (وجاء في خلافته كرم الله وجهه الكريم) وفي هذا الباب أحاديث صحيحة كثيرة منها. ما رواه النسائي في (السنن الكبرى) (5 / 113) ح / 8409، وابن أبي عاصم في (السنة) (2 / 565) ح / 1188، وأيضا (5 / 603) ح / 1351 - والطبراني في المعجم الكبير) (12 / 78) ح / 12593 - وأحمد (1 / 331)، والحاكم (3 / 133)، وجماعة من السلف من حديث ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي). والحديث عند أحمد والحاكم بمعناه.
وفي هذا الحديث دليل على أن منزلة المرتضى من المصطفى في جميع أحواله بمنزلة هارون من موسى في جميع أحواله إلا ما خصه به الاستثناء الذي في الحديث فثبت خلافة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه من بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل بهذا الحديث ويؤيده ما جاء في هذا الحديث: (أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي)، وقال العلامة حسن بن محمد الطيبي: (معناه: أنه متصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى)، وفيه تشبيه مبهم بينه صلى الله عليه وسلم بقوله: (...
إلا أنه لا نبي بعدي) فعرف أن الاتصال المذكور ليس بينهما من جهة النبوة، فبقي الاتصال من جهة الخلافة لأنها تلي النبوة في المرتبة (أي أنت متصل بي بالخلافة).
فقد ثبت بهذا الحديث لعلي كرم الله وجهه جميع المراتب هارون من موسى واستثنى النبوة، ومن جملة منازل هارون من موسى أنه كان خليفة له بقوله تعالى: (وقال موسى لأخيه هارون: أخلفني في قومي) لكن هارون عليه السلام توفي قبله وعاش علي كرم الله وجهه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فتكون خلافته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة من غير فصل إذ لا موجب لزوالها.
وقد أخرج النسائي في (السنن الكبرى) (5 / 125) ح / 8450 والطبراني في (المعجم الكبير) (1 / 107) ح / 176 - والحاكم في (المستدرك) (3 / 126) كلهم عن ابن عباس أن عليا كرم الله وجهه كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول:
(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) آل عمران / 144.
(والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله!
لأن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى مات والله! إني لأخوه ووليه ووارثه وابن عمه، ومن أحق به مني؟).
وعند الحاكم: (ووارث علمه فمن أحق به مني؟)
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»