فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، فقلت:
يا رسول الله! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال:
(بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم) فقلت: ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لنخرجن فأخرجناه صلى الله عليه وسلم في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر ولي كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق فرق الله لي بين الحق والباطل.
وقال داود بن الحصين والزهري: لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد! استبشر أهل السماء بإسلام عمر. وقال عبد الله بن مسعود: والله! إني لأحسب علم عمر إذ وضع في كفة الميزان ووضع علم سائر أحياء الأرض ما ورد في شجاعته: وقد أخرج ابن جرير في (جامع البيان) (4 / 96) حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: ثنا، عاصم بن كليب عن أبيه قال: خطب عمر بن الخطاب يوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها فلما انتهى إلى قوله (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) قال: لما كان يوم أحد هزمنا ففررت حتى صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى والناس يقولون: قتل محمد، فقلت:
لا أجد أحدا يقول: قتل محمد إلا قتلته حتى اجتمعنا على الجبل فنزلت..
وقد أخرج الحافظ ابن أبي شيبة في (المصنف) (14 / 462) ح / 18725 - حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة خيبر فزع أهل خيبر وقالوا: جاء محمد في أهل يثرب قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بالناس فلقى أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجبن أصحابه و يجبنه أصحابه) وأخرجه الحاكم في (المستدرك) (3 / 37) وقد صححه الذهبي (وفي هذا الباب آثار كثيرة وأحاديث صحيحة).
(وفي هذا الباب آثار كثيرة منها) ما رواه أحمد في (المسند) (4 / 324) - وابن جرير في (تاريخه) (2 / 121) وعبد الرزاق و الذهبي وابن كثير وابن القيم: كلهم عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا:
ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم (يوم الحديبية) عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال عمر: يا رسول الله! إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بمكة من بني عدي أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل هو أعز بها مني عثمان بن عفان.
ما ورد في علمه: وأخرج الخطيب أبو بكر في (رواة مالك) وعنه القرطبي في (تفسيره) (1 / 40) وابن الجوزي في (تاريخ عمر) ص / 171 والذهبي في (تاريخ الإسلام) (3 / 267) - عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: تعلم عمر بن الخطاب سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا) وعن الحسن قال: سأل عمر ابنته حفصة: كم تصبر المرأة عن الرجل؟ فقالت: ستة أشهر فقال: لا جرم لا أجمر رجلا أكثر من ستة أشهر - رواه المحدث الدهلوي في (إزالة الخفاء) (1 / 163).
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمار بن ياسر، جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأجبنا فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما كان يكفيك هكذا، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجه وكفيه) واللفظ