الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ١٢١
* عمر بن الخطاب:
هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الفاروق، يكنى أبا حفصة العدوي القرشي أسلم سنة ست من النبوة، وقيل:
سنة خمس بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة، و يقال: به تمت الأربعون، وظهر الإسلام يوم إسلامه، وسمي الفاروق لذلك، قال ابن عباس: سألت عمر بن الخطاب لأي شئ سميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للاسلام فقلت:
الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم، عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جالس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فضربت الباب فاستخرج (فاستجمع) القوم، فقال لهم حمزة: مالكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنت منته يا عمر) (وفي رواية أنس عند الحاكم والبيهقي وغيرهما فقال: (ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟)) فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وقال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال:
رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك؟ فقال: حدثني زيد ابن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ) (1 / 66) ح / 54، وكذا في (فتح الباري).
ما ورد في أخلاقه: وقال الطبري في (تاريخه) (2 / 564): قال المدائني قالت أم أبان (حين خطبها عمر بن الخطاب): فكرهته: وقالت: يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا - وقال ابن الجوزي في (تاريخ عمر بن الخطاب) ص / 125 - قالت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: أنت أفظ وأغلظ - وكان فيه تجبر وغلظة وشدة ومع ذلك فيه انحراف عن علي وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ما جاء في قوة إيمانه: وقال عمر بن الخطاب لحذيفة: يا حذيفة بالله أنا من المنافقين وقال الحافظ ابن حجر في (مقدمة لفتح الباري) (2 / 129): فهذا صدر من عمر عند غلبة الخوف وعدم أمن المكر - وقد أخرج الطبراني (20 / 14) ح / 13 - و ابن جرير في (جامع البيان) (26 / 62) فقال عمر بن الخطاب يوم الحديبية: (والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ).
وقد أخرج ابن جرير في (جامع البيان) (1 / 10) حدثني أحمد بن منصور، قال:
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب بن أبي ثابت، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن جده قال: فوقع في صدر عمر شئ فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه قال: فضرب صدره، وقال: (أبعد شيطانا) قالها ثلاثا.
وقد أخرج البخاري (1 / 545) عن ابن عمر قال: بينما هو (عمر بن الخطاب) في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال له: مالك؟ قال (عمر):
زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت قال: لا سبيل إليك...)
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»