اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٤
يحب معالي الأمور ويكره سفسافها.
فقال الكميت: يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال: سل، فقال: أسألك عن الرجلين؟ فقال: يا كميت بن زيد ما أهريق في الاسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام الا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر
____________________
وائل بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، ويقال لولده مرة: بنو العم والنسب إليهم العمي.
قوله: ان الله عز وجل يحب معالي الأمور ويكره سفسافها وفي كلام الحكماء خير الأمور في عالم المحسوس أوسطها، وفي عالم المعقول أعلاها.
قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث " ان الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها " وفي حديث آخر " ان الله رضي لكم مكارم الأخلاق وكره لكم سفسافها ".
السفسات: الامر الحقير والردي من كل شئ، وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير.
وفي حديث فاطمة بنت قيس " اني أخاف عليك سفاسفه " هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره، وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أيضا في السين والقاف.
والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة انما هو " اني أخاف عليك قسقاسته " بالقافين قبل السينين، فأما سفاسقه بالفاء فلا أعرفه (1).
قوله (ع): ما أهريق في الاسلام محجمة من دم " أهريق " بضم الهمزة وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله من باب الافعال، و

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 373 - 374.
(٤٦٤)
مفاتيح البحث: بنو هاشم (1)، إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»
الفهرست