اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٦١٦
قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد الحماني، في كتابه - المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث فقال: أخبرك القصة.
كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر.
____________________
قال ابن الأثير في النهاية وفي جامح الأصول: في حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله النظر إلى وجه علي عبادة، قيل: معناه أن عليا عليه السلام كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله، ما أعلم هذا الفتى لا إله إلا الله، ما أذكر هذا الفتى! أي ما اتقى، لا إله إلا الله، ما أشجع هذا الفتى!
فكانت رويته تحملهم على كلمة التوحيد انتهي كلام النهاية (1).
وصاحب الكشاف في الفائق ذكر الحديث النظر إلى وجه على عبادة وقال:
قال ابن الأعرابي: تأويله أن عليا كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى إلى آخر ما في النهاية.
قلت: نعم ما ذكره كذلك، ولكن لا ريب أن النظر إلى وجه علي عليه السلام في نفسه عبادة ومن أعظم العبادات، كما النظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله عبادة، والنظر إلى الكعبة زادها الله تعالى شرفا وتعظيما عبادة.
والنبي عليه الصلاة والتسليم قد نص على ذلك فقال: النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى المصحف من غير قرائة عبادة، والنظر إلى علي عبادة، والنظر إلى وجه العالم عبادة.

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 77
(٦١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 611 612 613 614 615 616 617 618 619 620 621 ... » »»
الفهرست