الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٩٥
هو التعرض لما دل على وجوب الاحتياط بزعمه والجواب عنه واحتج لذلك بالكتاب والسنة والعقل أما الكتاب فبالآيات الناهية عن القول بغير علم والآية الناهية عن الالقاء في التهلكة وبالآيات الامرة بالتقوى، والجواب أن القول بأن الله عادل لا يظلم ولا يعذب بغير بيان ليس قولا بغير علم وأي علم أحكم وأعلى من اليقين بحكمة البارئ وعدله ولطفه وكيف يناسب لطفه وحكمته وعدله أن لا يتم الحجة ويأخذ عباده بالجور ولا نحكم في الشبهات الوجوبية والحرمتية بالإباحة الواقعية تحرصا بغير علم بل نعوذ بالله من ذلك بل نقول لو كان ما اشتبه واجبا وحراما واقعا لا يعذبنا الله على مخالفته بلطفه وبعدله وبرحمته فلذا كنا آمنين مطمئنين فليس ارتكاب ما لا يعلم حرمته أو ترك ما لا يعلم وجوبه إلقاء النفس إلى التهلكة وليس هو أيضا خلاف التقوى المأمور به لان الله لا يعذب ولا يضل قوما بعد ما هداهم حتى يبين لهم ما يتقون والله العالم، الكلام في السنة أما السنة فقد استدل بطوائف منها ما دل على وجوب التوقف فيما لا يعلم بحكمه وجوابه أنا لا نحكم بأن حكمه عند الشارع الوجوب و الحرمة بل نحن من المتوقفين فيه ولا منافاة بين ذلك وبين أن نقول إن الله لا يعذبنا بالترك في الأول وبالفعل في الثاني لان الله عادل لا يعذب
(٩٥)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، الوجوب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»