الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٩٨
هو ما لم يذك وهذا الموضوع يحرز بالأصل فخلاصة الكلام أن البيان إذا حصل بأي نحو كان لا يكون محلا لقبح العقاب بلا بيان ولا يكون مما حجب الله فيكون موضوعا ومرفوعا عنا فمورد أصالة البراءة أنما هو فيما لم يمكن دليل اجتهادي أو أصل معتبر على خلافها بل على وفاقها أيضا والله العالم الكلام في حسن الاحتياط عقلا 18 فصل لا إشكال في حسن الاحتياط ما لم ينجر إلى الوسواس كما دلت عليه الروايات المعتبرة والأدلة القطعية نعم قد يشكل في تحقق موضوعه في العبادات لان العبادة ما كانت قصد القربة معتبرا فيها فما لم يحرز الامر بشئ لم يمكن قصد التقرب ومع إحراز الامر به لا معنى للاحتياط لان الاحتياط أنما هو في ما لم يعلم أمر المولى به وإنما يؤتى به لعله يصادف ما أمر به المولى والامر بالاحتياط لا يقوم هذا الموضوع لان قصد التقرب أنما هو بإتيان المحتاط به ولم يعلم الامر به لا بأوامر الاحتياط حتى يقصد التقرب بها ويمكن أن يجاب عن ذلك بأنا نمنع لزوم قصد التقرب في العبادات حتى يحتاج إلى إحراز الامر بل العبادة ما كانت إتيانها بعنوان الخضوع و الانقياد لله فإذا احتمل كون شي مما أمر به المولى من العبادات فأتى به انقيادا وخضوعا له وصادف الواقع فقد حصل ما طلبه المولى و هذا المقدار يكفي في تحقق موضوع الاحتياط في العبادات وحسن الاحتياط
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»