والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (تقريب) الاستدلال بها كما في الآية السابقة ان وجوب الاظهار يلازم وجوب القبول حذرا عن اللغوية (وفيه) ان سوق الآية انما هو في أصول العقائد ردا على أهل الكتاب الذين أخفوا شواهد النبوة وبيناته وكتموا علائم النبي صلى الله عليه وآله التي بينها الله سبحانه لهم في الكتب السالفة، فلا ترتبط بما نحن بصدده وعلى فرض التعميم (نقول) انه من المحتمل قويا ان يكون وجوب الاظهار عليهم لأجل رجأ وضوح الحق بسبب اخبارهم من جهة حصول العلم لهم لأجل تعدد المظهرين كما يقتضيه ظهور سوقها في أصول العقائد التي لا يكتفي فيها بغير العلم (نعم) لو كان للآية إطلاق يقتضي وجوب الاظهار عليهم ولو في فرض عدم إفادته للعلم بالواقع أمكن التمسك بها على وجوب القبول بمقتضى ما ذكر من الملازمة ولكن الشأن في إثبات هذه الجهة (ومن الآيات) قوله سبحانه فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون، بتقريب ان وجوب السؤال يلازم وجوب القبول للزوم اللغوية بدونه وخصوصية المسبوقية بالسؤال غير معتبرة في وجوب القبول للاجماع فتعم القول الابتدائي فثبت المطلوب (وفيه) مضافا إلى ورود الآية في أصول العقائد التي لا يكتفي فيها بغير العلم لظهورها بمقتضى السياق في إرادة علماء أهل الكتاب والسؤال منهم فيما يرجع إلى علائم النبوة المكتوبة في كتبهم السماوية (وإلى ما ورد) من النصوص في تفسير أهل الذكر بالأئمة المعصومين، كخبر الوشاء سئلت الرضا عليه السلام عن قوله فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فقال عليه السلام نحن أهل الذكر ونحن المسئولون فقلت فأنتم المسئولون و نحن السائلون فقال (نعم) قلت حق علينا ان نسألكم قال نعم قلت حق عليكم ان تجيبونا قال عليه السلام لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل اما تسمع قول الله عز وجل هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (انه لا شبهة) في أن المتبادر من مثل هذه الجملة إرادة وجوب السؤال لتحصيل العلم بالواقع كما يقال لمن ينكر شيئا لعدم العلم به سل فلانا ان كنت لا تعلم (فالمراد) فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون حتى تعلمون لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبدا (اللهم) الا ان يقال إنه بعد شمول إطلاق الآية الشريفة للسؤال عن الواحد من أهل الذكر الذي لا يفيد قوله للعلم بالواقع يستفاد
(١٣٠)