نهاية الأفكار - تقرير بحث آقا ضياء ، للبروجردي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
فيما بينهم مع العمل بما تقتضيه المصلحة من الاحتياط حسب ما يقتضيه المقام (فمدحه سبحانه) نبيه انما كان من أجل هذه الجهة حيث إنه صلى الله عليه وآله من جهة محاسن أخلاقه ورأفته بالأمة لم يكن يبادر إلى تكذيب من يخبره بخبر يعلم بكذبه (بل) كان يظهر له القبول من غير ترتيب أثر عملي على اخباره (كما قيل) في سبب نزول الآية انه نم منافق وهو الجلاس بن سويد أو نبتل بن الحرث على النبي صلى الله عليه وآله فأخبره الله سبحانه بذلك فلما أحضره و سأله عما قال حلف انه لم يقل شيئا فقبل منه النبي صلى الله عليه و آله فأخذ المنافق يطعن على النبي ويقول إنه اذن يقبل كلما يسمع أخبره الله تعالى اني قلت كذا فقبل وأخبرته اني لم أقل شيئا فقبل فرده الله تعالى بقوله قل اذن خير لكم (فان) من المعلوم بالضرورة ان تصديقه صلى الله عليه وآله لذلك المنافق لم يكن الا صوريا لا حقيقيا (وإلى ما ذكرنا) أيضا يشير قوله عليه السلام يا أبا محمد كذب سمعك وبصرك عن أخيك فان شهد عندك خمسون قسامة أنه قال قولا وقال لم أقله فصدقه وكذبهم حيث إن تصديق الأخ في هذه الرواية و تكذيب خمسين ليس الا بالمعنى الذي ذكرنا من كونه مجرد إظهار القبول لا بالمعنى الذي يراد في العمل بخبر الواحد كما هو ظاهر (و اما الرواية) المتضمنة لقصة إسماعيل من قوله عليه السلام إذا شهد عندك المسلمون فصدقهم وتوبيخه على إبقاء الدنانير عند الرجل القرشي والحث على أخذها منه (فإنما) هو لأجل عدم الاخذ بالاحتياط واستئمانه من أخبر بأنه يشرب الخمر لا بمعنى ترتيب آثار الواقع (واما السنة فهي على طوائف) منها الاخبار العلاجية المتكفلة لحكم الرواية المتعارضة من الترجيح بالشهرة والشذوذ و بموافقة الكتاب والسنة وبمخالفة العامة حيث إنها ظاهرة الدلالة بالملازمة في حجية خبر الواحد في نفسه عند عدم ابتلائه بالمعارض (ومنها) الأخبار الكثيرة الواردة في إرجاع الأئمة عليهم السلام إلى الصحابة ونقلة الأحاديث (منها) ما رواه محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ان أبا عبد الله عليه السلام قال للفيض بن المختار في حديث فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس مشيرا إلى زرارة بن أعين (ومنها) خبر يونس بن عمار ان أبا عبد الله عليه السلام قال اما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز لك ان ترده (ومنها) قوله عليه السلام في رواية عبد الحميد رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»