إذا كان الماء قدر كر لا ينجسه بول، وإذا كان قدر كر لا ينجسه غائط، ولا دم، وهكذا... فيلزمه استخراج مفاهيم متعددة من كل قضية مفهوما؟ أو بإناطة وتعليق شخصي غير منحل إلى تعليقات متعددة كي يلزمه كون مفهومه هو انتفاء هذا الحكم، وهو عدم منجسية كل شئ له، عند عدم بلوغه كرا الغير المنافي مع عدم منجسية بعض النجاسات؟ وفي مثل لا يبعد ان يقال بالأول، نظرا إلى دعوى ظهور القضية حينئذ في كون نسبة الحكم المزبور إلى شرطه إلى بعينه على نحو كيفية تعلقه بموضوعه الملازم لكونه بتعليق سنخي منحل إلى تعليقات متعددة، وعليه فقهرا تكون النتيجة في طرف المفهوم بنحو الايجاب الكلي لا الايجاب الجزئي، فتدبر، هذا تمام الكلام فيما يتعلق بمفهوم الشرط.
مفهوم الغاية ومن المفاهيم مفهوم الغاية وقد اختلف كلماتهم في أنه هل التقييد بالغاية يقتضى انتفاء سنخ الحكم عما بعد الغاية، بل وعن الغاية أيضا بناء على خروجها عن المغيا، كي لو ورد دليل على ثبوت الحكم فيما بعد الغاية يلاحظ بينهما التعارض؟ أو انه لا يقتضى ذلك؟ ولكن الذي يقتضيه التحقيق هو الأول، وذلك لعين ما ذكرنا في مفهوم الشرط، إذ بعد ما يستفاد انحصار الحكم بمقتضى الاطلاق الجاري فيه في نحو قوله: أكرم زيدا، بذلك الطلب الشخصي المنشأ في القضية وعدم ثبوت شخص طلب آخر عند مجئ الليل أو قدوم الحاج، فقهرا في فرض إناطة تلك النسبة الحكمية في القضية بالغاية، بقوله: أكرم زيدا إلى الليل أو حتى يقدم الحاج - كما هو ظاهر طبع القضية من رجوع الغاية فيها إلى النسبة الحكمية لا إلى خصوص الموضوع أو المحمول - يلزمه ارتفاع سنخ الحكم عند تحقق الغاية، ولا نعنى من المفهوم الا هذا.
نعم لو كانت الغاية في القضية قيدا للموضوع أو للحكم لكان للمنع عن الدلالة على ارتفاع سنخ الحكم عما بعد الغاية كمال مجال، وذلك اما على الأول فلما يأتي إن شاء الله تعالى في الوصف. واما على الثاني فلا مرجعه إلى ثبوت حكم خاص محدود بحد مخصوص من الأول لزيد، ومن المعلوم بداهة عدم منع ذلك عن ثبوت شخص حكم آخر له بعد انتهاء