نهاية الأفكار - تقرير بحث آقا ضياء ، للبروجردي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
المقتضى، لضرورة انه لا سنخية بين الوجود والعدم، فكيف يمكن دخل العدم المزبور في وجود المعلول بنحو المؤثرية فلا محيص حينئذ اما من إخراج عدم المانع من المقدمات ومن أجزأ العلة التامة واما من الالتزام بوجه آخر في مناط مقدمية على المانع غير مناط المؤثرية، بدعوى مدخليته في قابلية المعلول والأثر بلحاظ إضافته إليه للتحقق والانوجاد من قبل موجده ومؤثره، والأول كما ترى خلاف ما أطبقوا عليه من كون عدم المانع من أجزأ العلة ومن مقدمات وجود المعلول، فتعين الثاني بعد بطلان المؤثرية فيه.
واما توهم ان ذلك انما هو بالنسبة إلى العدم المطلق لا مطلقا حتى بالنسبة إلى العدم المضاف فان الثاني مما له شائبة من الوجود ومن ذلك يتميز أحدهما عن الاخر كعدم زيد في قبال عدم عمرو والا فلا ميز بين الاعدام فمدفوع بان مجرد إضافة العدم إلى الماهية لا يصير العدم المزبور وجودا كيف وان المضاف - وهو العدم - بنفسه نقيض الوجود واما المضاف إليه وهو الماهية فائضا غير مقتض للوجود لان حيثيتها حيثية عدم الاقتضاء للوجود والعدم، ولذا قيل: بان الماهية من حيث هي ليس الا هي لا موجودة ولا معدومة، و حينئذ لا يبقى في البين الا نفس الإضافة التي هي من الأمور الاعتبارية وأيضا غير مقتضية للوجود. وبالجملة ان إضافة العدم إلى الماهية ليس الا كإضافة ماهية إلى ماهية أخرى فكما ان إضافة ماهية إلى ماهية لا تقتضي وجودا كذلك في إضافة العدم إليها، بل في إضافة الماهية إلى الماهية ربما يكون الامر أهون، لكون الماهية بنفسها غير آبية عن الوجود بخلافه في العدم فإنه بنفسه نقيض الوجود و طارد له، نعم الإضافة المزبورة كما ذكر موجبة لتميز الاعدام بعضها عن بعض كقولك: عدم زيد غير عدم عمرو، ولكن مجرد ذلك لا يقتضى موجوديته ومؤثريته في الوجود، كما هو واضح.
ومن ذلك وقعوا في حيص وبيص في وجه دخل عدم المانع، فأفاد بعضهم ان مناط الدخل فيه انما هو من جهة منافاة وجوده مع تأثير المقتضى وحيلولته بينه وبين اثره، كما في رطوبة الخشب المانعة عن تأثير النار في الاحراق الفعلي. ولكن فيه ما لا يخفى، إذ نقول بان مرجع ذلك إلى جعل المانع من أضداد تأثير المقتضى الذي هو الأثر المترتب عليه، من جهة ان تأثير الشئ عبارة عن عين اثره كالايجاد والوجود وانما أفرق بينهما بالاعتبار بلحاظ إضافته إلى الفاعل تارة وإلى القابل أخرى، ومثل هذا المعنى كما ترى مناف مع مقدمية العدم المزبور، لان لازم مضادة وجوده مع تأثير المقتضى واثره هو صيرورة وجوده في
(٢٧٤)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»