أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٤١
وقوله في سورة اقرأ: * (اقرأ باسم ربك) *، وتكرارها * (اقرأ وربك الا كرم) *، لأن صفة الربوبية مشعرة بالإنعام.
وقوله: * (ربك واستغفره) *، قال بعضهم: إن الاستغفار عن ذنب فما هو. وتقدم الكلام على عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند قوله تعالى: * (ووضعنا عنك وزرك) *.
ومما تجدر الإشارة إليه أن التوبة دعوة الرسل، ولو بدأنا مع آدم عليه السلام مع قصته ففيها * (فتلقىءادم من ربه كلمات فتاب عليه) *، ومعلوم موجب تلك التوبة.
ثم نوح عليه السلام يقول: * (رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) *.
وإبراهيم عليه السلام يقول: * (وأرنا مناسكنا وتب علينآ إنك أنت التواب الرحيم) *.
وبناء عليه قال بعض العلماء: إن الاستغفار نفسه عبادة كالتسبيح، فلا يلزم منه وجود ذنب.
وقيل: هو تعليم لأمته.
وقيل: رفع لدرجاته صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في السنة، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة)، فتكون أيضا من باب الاستكثار من الخير، والإنابة إلى الله.
تنبيه جاء في التفسير عند الجميع أنه صلى الله عليه وسلم منذ أن نزلت هذه السورة وهو لم يكن يدع قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك) تقول عائشة رضي الله عنها: (يتأول القرآن) أي يفسره، ويعمل به.
ونقل أبو حيان عن الزمخشري أنه قال: والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»