((سورة النصر)) * (إذا جآء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) * * (إذا جآء نصر الله والفتح) *. فيه ذكر النصر والفتح، مع أن كلا منهما مرتبط بالآخر: فمع كل نصر فتح، ومع كل فتح نصر.
فهل هما متلازمان أم لا؟
كما جاء النصر مضافا إلى الله تعالى، والفتح مطلقا.
أولا اتفقوا على نزول هذه السورة بعد فتح مكة.
ومعلوم: أنه سبق فتح مكة عدة فتوحات.
منها فتح خيبر، ومنها صلح الحديبية، سماه الله تعالى فتحا في قوله: * (فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) *.
والنصر يكون في معارك القتال ويكون بالحجة والسلطان، ويكون بكف العدو، كما في الأحزاب. * (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) *.
وكما في اليهود قوله: * (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شىء قديرا) *.
فالنصر حق من الله، * (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) *.
وقد علم المسلمون ذلك، كما جاء في قوله تعالى: * (مستهم البأسآء والضرآء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله) *، فهم يتطلعون إلى النصر.