أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٥٢
ونص صريح في تنزيه الله سبحانه وتسبيحه عما قالوا.
ثم جاء حرف الإضراب عن قولهم: * (بل له ما في السماوات والا رض كل له قانتون) *، ففيه بيان المانع عقلا من اتخاذ الولد بما يلزم الخصم، وذلك أن غاية اتخاذ الولد أن يكون بارا بوالده، وأن ينتفع الوالد بولده. كما في قوله تعالى: * (المال والبنون زينة الحيواة الدنيا) *، أو يكون الولد وارثا لأبيه كما في قوله تعالى عن نبي الله تعالى زكريا عليه السلام: * (فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من ءال يعقوب) *.
والله سبحانه وتعالى حي باق يرث ولا يورث كما قال تعالى: * (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك) *.
وقوله: * (ولله ميراث السماوات والا رض) *.
فإذا كان لله سبحانه وتعالى كل ما في السماوات والأرض في قنوت وامتثال طوعا أو كرها، كما قال تعالى: * (وما ينبغى للرحمان أن يتخذ ولدا * إن كل من فى السماوات والا رض إلا آتى الرحمان عبدا) *.
فهو سبحانه وتعالى ليس في حاجة إلى الولد لغناه عنه.
ثم بين سبحانه قدرته على الإيجاد والإبداع في قوله تعالى: * (بديع السماوات والا رض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) *.
وهذا واضح في نفي الولد عنه سبحانه وتعالى.
وقد تمدح سبحانه في قوله: * (وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا) *.
أما أنه لم يولد. فلم يدع أحد عليه ذلك. لأنه ممتنع عقلا، بدليل الممانعة المعروف وهو كالآتي:
لو توقف وجوده سبحانه على أن يولد لكان في وجوده محتاجا إلى من يوجده، ثم يكون من يلده في حاجة إلى والد، وهكذا يأتي الدور والتسلسل وهذا باطل.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 158 ... » »»