أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٥٦
وبين أن في عدم الإيفاء المطلوب بخس الناس أشياءهم، وفساد في الأرض بعد إصلاحها.
الموضع الثالث في سورة هود، ومع شعيب أيضا: * (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط * وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيآءهم ولا تعثوا فى الا رض مفسدين * بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ومآ أنا عليكم بحفيظ) *.
وبنفس الأسلوب أيضا كما تقدم، ربطه بعبادة الله تعالى وحده، وتكرار الأمر بعد النهي، ولا تنقصوا المكيال والميزان، ثم أوفوا الكيل والميزان بالقسط نهي عن نقصه، وأمر بإيفائه نص على المفهوم بالتأكيد. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، مع التوجيه بأن ما عند الله خير لهم.
الموضع الرابع في سورة بني إسرائيل * (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) *، أي اعتدال في الإنفاق مع نفسه، فضلا عن غيره، ثم إن الله يبسط الرزق لمن يشاء، ثم * (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) *، وكلها في مجال الافتصاد وبعدها * (ولا تقربوا الزنى إنه ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق) *.
وقد يكون الباعث عليهما أيضا غرض مالي * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن) *، وهو من أخص أبواب المال.
ثم الوفاء بالعهد ثم * (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذالك خير وأحسن تأويلا) *، فمع ضروريات الحياة حفظ النفس والعرض والمال يأتي الحفاظ على الكيل والوزن.
الموضع الخامس في سورة الشورى وهو أعم مما تقدم، وجعله مقرونا بإنزال الكتاب في قوله تعالى: * (الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب) *.
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»