((سورة الحاقة)) * (الحاقة * ما الحآقة * ومآ أدراك ما الحاقة * كذبت ثمود وعاد بالقارعة * فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية * وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية * وجآء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية * إنا لما طغا المآء حملناكم فى الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيهآ أذن واعية * فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة * وحملت الا رض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السمآء فهى يومئذ واهية * والملك على أرجآئهآ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية * يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) * قوله تعالى: * (الحاقة ما الحآقة) *. الحاقة من أسماء القيامة وجاء بعدها * (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) * وهي من أسماء القيامة أيضا، كما قال تعالى: * (ومآ أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) *.
سميت بالحاقة لأنه يحق فيها وعد الله بالبعث والجزاء، وسميت بالقارعة، لأنها تقرع القلوب بهولها * (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) *.
كما سميت الواقعة * (ليس لوقعتها كاذبة) *. قوله تعالى: * (كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) *. والطاغية فاعلة من الطغيان، وهو مجاوزة الحد مطلقا، كقوله: * (إنا لما طغا المآء) *.
وقوله: * (إن الإنسان ليطغى) *.
وقد اختلف في معنى الطغيان هنا، فقال قوم: طاغية عاقر الناقة، كما في قوله تعالى: * (كذبت ثمود بطغواهآ إذ انبعث أشقاها) * فتكون الباء سببية أي بسبب طاغيتها، وقيل: الطاغية الصيحة الشديدة التي أهلكتهم، بدليل قوله تعالى: * (إنآ أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر) * فتكون الباء آلية، كقولك: كتبت بالقلم وقطعت بالسكين.
والذي يشهد له القرآن هو المعنى الثاني لقوله تعالى: * (وفى ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون) *، ولو قيل: لا مانع من إرادة المعنيين لأنهما متلازمان تلازم المسبب للسبب، لأن الأول سبب الثاني لما كانوا بعيدا، ويشير إليه قوله تعالى: * (فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة) *.