أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٦٠
وبين في مواضع أخر أن خزائن رحمته لا يمكن أن تكون لغيره، كقوله تعالى: * (أم عندهم خزآئن رحمة ربك العزيز الوهاب) * وقوله تعالى * (أم عندهم خزآئن ربك أم هم المسيطرون) * وقوله تعالى * (قل لو أنتم تملكون خزآئن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا) *.
وقوله في هذه الآية الكريمة * (يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر) * جاء معناه موضحا في آيات أخر كقوله تعالى * (قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشآء من عباده ويقدر له) *. وقوله تعالى * (قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر ولاكن أكثر الناس لا يعلمون) * وقوله تعالى * (الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر وفرحوا بالحيواة الدنيا) *. وقوله تعالى: * (والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق) *. وقوله تعالى: * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحيواة الدنيا) *. وقوله تعالى * (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) *. وقوله تعالى * (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ممآ ءاتاه الله) *. وقوله تعالى: * (ومن قدر عليه رزقه) * أي ضيق عليه رزقه لقلته. وكذلك قوله * (يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر) * في الآيات المذكورة.
أي يبسط الرزق لمن يشاء بسطه له ويقدر، أي يضيق الرزق على من يشاء تضييقه عليه كما أوضحناه في سورة الأنبياء في الكلام على قوله تعالى * (فظن أن لن نقدر عليه) *.
وقد بين جل وعلا في بعض الآيات حكمة تضييقه للرزق على من ضيقه عليه.
وذكر أن من حكم ذلك أن بسط الرزق للإنسان، قد يحمله على البغي والطغيان كقوله تعالى * (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الا رض ولاكن ينزل بقدر ما يشآء إنه بعباده خبير بصير) *، وقوله تعالى: * (كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى) *. قوله تعالى: * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينآ إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الأحزاب في الكلام على قوله تعالى: * (وإذ أخذنا
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»