أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٥٩
ومثاله في الإشارة * (لا فارض ولا بكر عوان بين ذالك) * أي بين ذلك المذكور، من فارض وبكر، وقول عبد الله بن الزبعري السهمي: لا فارض ولا بكر عوان بين ذالك) * أي بين ذلك المذكور، من فارض وبكر، وقول عبد الله بن الزبعري السهمي:
* إن للخير وللشر مدى * وكلا ذلك وجه وقبل * أي كلا ذلك المذكور من الخير والشر.
وقول من قال، إن الضمير في قوله فيه راجع إلى الرحم، وقول من قال راجع إلى البطن، ومن قال راجع إلى الجعل المفهوم من جعل وقول من قال: راجع إلى التدبير، ونحو ذلك من الأقوال خلاف الصواب.
والتحقيق إن شاء الله هو ما ذكرنا والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير) *. وقد قدمنا الكلام عليه في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: * (ثم استوى على العرش) *. قوله تعالى: * (له مقليد السماوات والا رض يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر) *. مقاليد السماوات والأرض هي مفاتيحهما.
وهو جمع لا واحد له من لفظه، فمفردها إقليد، وجمعها مقاليد على غير قياس.
والإقليد المفتاح. وقيل: واحدها مقليد، وهو قول غير معروف في اللغة.
وكونه جل وعلا * (له مقليد السماوات والا رض) * أي مفاتيحهما كناية عن كونه جل وعلا هو وحده المالك لخزائن السماوات والأرض لأن ملك مفاتيحها يستلزم ملكها.
وقد ذكر جل وعلا مثل هذا في سورة الزمر في قوله تعالى: * (الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل له مقاليد السماوات والا رض) *.
وما دلت عليه آية الشورى هذه وآية الزمر المذكورتان من أنه جل وعلا هو مالك خزائن السماوات والأرض، جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى: * (ولله خزآئن السماوات والا رض ولاكن المنافقين لا يفقهون) * وقوله تعالى: * (وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) *.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»