أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٦٣
كارهون) *، وقوله تعالى في قد أفلح المؤمنون * (أم يقولون به جنة بل جآءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون) * وقوله تعالى في القتال * (ذلك بأنهم كرهوا مآ أنزل الله فأحبط أعمالهم) *، وقوله تعالى: * (تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق فبأى حديث بعد الله وءاياته يؤمنون ويل لكل أفاك أثيم يسمع ءايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم) * وقوله تعالى * (وإذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم) *، وقوله تعالى: * (وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفىءاذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب) *. والآيات بمثل ذلك كثيرة.
واعلم أن هؤلاء الذين يكرهون ما أنزل الله، يجب على كل مسلم أن يحذر كل الحذر من أن يطيعهم في بعض أمرهم، لأن ذلك يستلزم نتائج سيئة متناهية في السوء، كما أوضح تعالى ذلك في قوله: * (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالهآ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الا مر والله يعلم إسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) * فعلى كل مسلم أن يحذر ثم يحذر ثم يحذر كل الحذر، من أن يقول للذين كفروا، الذين يكرهون ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، لأن ذلك يسبب له ما ذكره الله في الآيات المذكورة، ويكفيه زجرا وردعا عن ذلك قوله ربه تعالى * (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) * إلى قوله * (فأحبط أعمالهم) *. قوله تعالى: * (الله يجتبى إليه من يشآء ويهدى إليه من ينيب) *. الاجتباء في اللغة العربية معناه الاختيار والاصطفاء.
وقد دلت هذه الآية الكريمة على أنه تعالى يجتبى من خلقه من يشاء اجتباءه.
وقد بين في مواضع أخر بعض من شاء اجتباءه من خلقه، فبين أن منهم المؤمنين من هذه الأمة في قوله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير) * إلى قوله: * (هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج) *.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»