أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٥٠٠
قد أوضحنا الكلام عليه في أول الصافات في الكلام على قوله تعالى * (رب السماوات والا رض وما بينهما ورب المشارق) *. قوله تعالى: * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى * (وهو الذى مرج البحرين هاذا عذب فرات وهاذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) *. قوله تعالى: * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) *. قرأ هذا الحرف نافع وأبو عمرو، * (يخرج) * بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول، وعليه فاللؤلؤ نائب فاعل يخرج وقرأه باقي السبعة: * (يخرج) * بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل، وعليه فاللؤلؤ فاعل يخرج.
اعلم أن جماعة من أهل العلم قالوا: إن المراد بقوله في هذه الآية يخرج منهما أي من مجموعها الصادق بالبحر الملح، وأن الآية من إطلاق المجموع وإرادة بعضه، وأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من البحر الملح وحده دون العذب.
وهذا القول الذي قالوه في هذه الآية مع كثرتهم وجلالتهم لا شك في بطلانه، لأن الله صرح بنقيضه في سورة فاطر، ولا شك أن كل ما ناقض القرآن فهو باطل، وذلك في قوله تعالى * (وما يستوى البحران هاذا عذب فرات سآئغ شرابه وهاذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها) * فالتنوين في قوله: * ( من كل) * تنوين عوض أي من كل واحد من العذب والملح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها، وهي اللؤلؤ والمرجان، وهذا مما لا نزاع فيه.
وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى * (يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) * واللؤلؤ الدر، والمرجان الخرز الأحمر. وقال بعضهم: المرجان صغار الدر واللؤلؤ كباره. قوله تعالى: * (وله الجوار المنشئات فى البحر كالا علام) *.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»