علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون) * وقوله تعالى * (وكذالك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) *. وقوله تعالى: * (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) * وقوله تعالى * (إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه) * وقوله تعالى * (وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا) * وقوله تعالى * (نحن نقص عليك أحسن القصص بمآ أوحينآ إليك هاذا القرءان وإن كنت من قبله لمن الغافلين) *. وقوله تعالى * (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) * ومن أعظم ذلك هذا القرآن العظيم.
وقوله تعالى * (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) *.
وتعليمه جل وعلا هذا القرآن العظيم، قد بين في مواضع أخر أنه من أعظم نعمه كما قال تعالى * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) * إلى قوله تعالى * (ذلك هو الفضل الكبير) *.
وقد علم الله تعالى الناس أن يحمدوه على هذه النعمة العظمى التي هي إنزال القرآن، وذلك في قوله تعالى * (الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) *، وبين أن إنزاله رحمة منه لخلقه جل وعلا في آيات من كتابه كقوله تعالى * (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك) * وقوله * (إنا كنا مرسلين رحمة من ربك) * وقد بينا الآيات الموضحة لذلك في الكهف والزخرف.
* (علم القرءان) * حذف في أحد المفعولين، والتحقيق أن المحذوف هو الأول لا الثاني، كما ظنه الفخر الرازي، وقد رده عليه أبو حيان، والصواب هو ما ذكره، من أن المحذوف الأول، وتقديره: علم النبي صلى الله عليه وسلم وقيل جبريل، وقيل الإنسان. قوله تعالى: * (خلق الإنسان علمه البيان) *. اعلم أولا أن خلق الإنسان وتعليمه البيان من أعظم آيات الله الباهرة، كما أشار تعالى لذلك بقوله، في أول النحل: * (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) *،