قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى * (ومن ءاياته الجوار فى البحر كالا علام) *. قوله تعالى: * (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) *. ما تضمنته هذه الآية الكريمة من فناء كل من على الأرض وبقاء وجهه جل وعلا المتصف بالجلال والإكرام، جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى: * (كل شىء هالك إلا وجهه) *، وقوله تعالى: * (وتوكل على الحى الذى لا يموت) *. وقوله تعالى * (كل نفس ذآئقة الموت) * إلى غير ذلك من الآيات.
والوجه صفة من صفات الله العلي وصف بها نفسه، فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق.
وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح بالآيات القرآنية في سورة الأعراف، وفي سورة القتال. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والا رض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: * (وحفظناها من كل شيطان رجيم) * وتكلمنا أيضا هناك على غيرها من الآيات التي يفسرها الجاهلون بكتاب الله بغير معانيها، فأغنى ذلك عن إعادته هنا. قوله تعالى: * (فإذا انشقت السمآء فكانت وردة كالدهان) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن السماء ستنشق يوم القيامة، وأنها إذا انشقت صارت وردة كالدهان، وقوله: * (وردة) *: أي حمراء كلون الورد، وقوله * (كالدهان) *: فيه قولان معروفان للعلماء.
الأول منهما: أن الدهان هو الجلد الأحمر، وعليه فالمعنى أنها تصير وردة متصفة بلون الورد مشابهة للجلد الأحمر في لونه.