أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٥٠٥
الله وجوههم مسودة) *، وقال تعالى: * (وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من اليل مظلما أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون) *، وقال تعالى * (ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولائك هم الكفرة الفجرة) *، لأن معنى قوله * (ترهقها قترة) * أي يعلوها ويغشاها سواد كالدخان الأسود، وقال تعالى في زرقة عيونهم: * (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) * ولا شيء أقبح وأشوه من سواد الوجوه وزرقة العيون، ولذا لما أراد الشاعر أن يقبح علل البخيل بأسوإ الأوصاف وأقبحها، فوصفها بسواد الوجوه وزرقة العيون حيث قال: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) * ولا شيء أقبح وأشوه من سواد الوجوه وزرقة العيون، ولذا لما أراد الشاعر أن يقبح علل البخيل بأسوإ الأوصاف وأقبحها، فوصفها بسواد الوجوه وزرقة العيون حيث قال:
* وللبخيل على أمواله علل * زرق العيون عليها أوجه سود * ولا سيما إذا اجتمع مع سواد الوجه اغبراره، كما في قوله: * (عليها غبرة ترهقها قترة) * فإن ذلك يزيده قبحا على قبح.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (فيؤخذ بالنواصى والا قدام) *، وقد قدمنا تفسيره والآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) *.
* (هاذه جهنم التى يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم ءان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * ذواتآ أفنان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهما عينان تجريان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهما من كل فاكهة زوجان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * متكئين على فرش بطآئنها من إستبرق وجنى الجنتين دان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جآن * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * هل جزآء الإحسان إلا الإحسان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * ومن دونهما جنتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * مدهآمتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهما عينان نضاختان * فبأىءالاء ربكما تكذبان * فيهما فاكهة ونخل ورمان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهن خيرات حسان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * حور مقصورات فى الخيام * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جآن * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * تبارك اسم ربك ذى الجلال والإكرام) * قوله تعالى: * (هاذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم ءان) *. أما قوله: * (هاذه جهنم التى يكذب بها المجرمون) * فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور أيضا في الكلام على قوله تعالى: * (هاذه النار التى كنتم بها تكذبون) *.
وأما قوله تعالى: * (يطوفون بينها وبين حميم ءان) * فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحج في الكلام على قوله: * (يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم) *. قوله تعالى: * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) *. وقد بينا في ترجمة هذا الكتاب المبارك، أن الآية قد يكون فيها وجهان صحيحان كلاهما يشهد له قرآن، فنذكر ذلك كله مبينين أنه كله حق، وذكرنا لذلك أمثلة متعددة في
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»