أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٨٥
قصة صالح وقومه، ولوط وقومه، وشعيب وأصحاب الأيكة، كما هو معلوم، وهو واضح لا خفاء فيه، ويزيده إيضاحا قوله صلى الله عليه وسلم (إنا معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد) يعني أنهم كلهم متفقون في الأصول وإن اختلفت شرائعهم في بعض الفروع.
وأما الأمر الثاني: وهو كون فرعون وقومه كذبوا بآيات الله، فقد جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى: * (وقالوا مهما تأتنا به من ءاية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) *، وقوله تعالى: * (ولقد أريناه ءاياتنا كلها فكذب وأبى) *. وقوله تعالى: * (فأراه الا ية الكبرى فكذب وعصى) *. وقوله تعالى: * (وأدخل يدك فى جيبك تخرج بيضآء من غير سوء فى تسع ءايات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما جآءتهم ءاياتنا مبصرة قالوا هاذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتهآ أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) *.
وأما الأمر الثالث وهو قوله تعالى * (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) *، فقد جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى: * (وفى موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) * إلى قوله * (فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم وهو مليم) * وقوله تعالى: * (فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم) * وقوله تعالى: * (وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله: * (أخذ عزيز مقتدر) * يوضحه قوله تعالى * (وكذالك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد) *.
وقد روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. ثم تلى قوله تعالى * (وكذالك أخذ ربك إذا أخذ القرى) *)، والعزيز الغالب، والمقتدر: شديد القدرة عظيمها. قوله تعالى: * (أكفاركم خير من أولائكم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الزخرف، في الكلام على قوله تعالى * (فأهلكنآ أشد منهم بطشا) *، وفي صدر سورة الروم، وغير ذلك من المواضع.
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»