أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٨٦
* (يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شىء خلقناه بقدر * ومآ أمرنآ إلا واحدة كلمح بالبصر * ولقد أهلكنآ أشياعكم فهل من مدكر * وكل شىء فعلوه فى الزبر * وكل صغير وكبير مستطر * إن المتقين فى جنات ونهر * فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) * قوله تعالى: * (يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) *. قوله تعالى: * (إنا كل شىء خلقناه بقدر) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الزخرف في بعض المناقشات التي ذكرناها في الكلام على قوله تعالى * (قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين) *. قوله تعالى: * (وكل شىء فعلوه فى الزبر * وكل صغير وكبير مستطر) *. الصحيح في معنى الآية أن كل شيء فعله الناس مكتوب عليهم في الزبر، التي هي صحف الأعمال، * (وكل صغير وكبير مستطر) *، أي مكتوب عليهم لا يترك منه شيء.
وهذا المعنى جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: * (ويقولون ياويلتنا ما لهاذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا) * وقوله تعالى * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) *.
والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب. والمستطر معناه المسطور، أي المكتوب، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة. قوله تعالى: * (إن المتقين فى جنات ونهر) *. أي في جنات وأنهار كما أوضح تعالى ذلك في قوله * (تجرى من تحتها الأنهار) *، وقوله تعالى * (فيهآ أنهار من مآء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) *.
وقد ذكرنا كثيرا من أمثلة إطلاق المفرد، وإرادة الجمع كما هنا في القرآن العظيم، مع تنكير المفرد وتعريفه، وإضافته، وأكثرنا أيضا من الشواهد العربية على ذلك في سورة
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»