* (يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شىء خلقناه بقدر * ومآ أمرنآ إلا واحدة كلمح بالبصر * ولقد أهلكنآ أشياعكم فهل من مدكر * وكل شىء فعلوه فى الزبر * وكل صغير وكبير مستطر * إن المتقين فى جنات ونهر * فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) * قوله تعالى: * (يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) *. قوله تعالى: * (إنا كل شىء خلقناه بقدر) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الزخرف في بعض المناقشات التي ذكرناها في الكلام على قوله تعالى * (قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين) *. قوله تعالى: * (وكل شىء فعلوه فى الزبر * وكل صغير وكبير مستطر) *. الصحيح في معنى الآية أن كل شيء فعله الناس مكتوب عليهم في الزبر، التي هي صحف الأعمال، * (وكل صغير وكبير مستطر) *، أي مكتوب عليهم لا يترك منه شيء.
وهذا المعنى جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: * (ويقولون ياويلتنا ما لهاذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا) * وقوله تعالى * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) *.
والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب. والمستطر معناه المسطور، أي المكتوب، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة. قوله تعالى: * (إن المتقين فى جنات ونهر) *. أي في جنات وأنهار كما أوضح تعالى ذلك في قوله * (تجرى من تحتها الأنهار) *، وقوله تعالى * (فيهآ أنهار من مآء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) *.
وقد ذكرنا كثيرا من أمثلة إطلاق المفرد، وإرادة الجمع كما هنا في القرآن العظيم، مع تنكير المفرد وتعريفه، وإضافته، وأكثرنا أيضا من الشواهد العربية على ذلك في سورة