أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٧٤
كتابه كقوله تعالى: * (وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم) *.
وقوله تعالى: * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) *.
وقوله تعالى: * (ونصرناه من القوم الذين كذبوا بأاياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين) *.
وقوله تعالى: * (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا) *.
وقوله تعالى: * (ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون) * والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون قوم نوح أظلم وأطغى، أي أشد ظلما وطغيانا من غيرهم، قد بينه تعالى في آيات أخر كقوله تعالى: * (قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعآئى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فىءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) *.
وقوله تعالى: * (قال نوح رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا) * إلى قوله * (وقد أضلوا كثيرا) *.
وقوله تعالى: * (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) *.
وقوله: * (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) *.
ومن أعظم الأدلة على ذلك قوله تعالى: * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * لأن قوما لم يتأثروا بدعوة نبي كريم ناصح في هذا الزمن الطويل، لا شك أنهم أظلم الناس وأطغاهم. قوله تعالى: * (والمؤتفكة أهوى) *. المؤتفكة، مفتعلة من الإفك، وهو القلب والصرف، والمراد بها قرى قوم لوط بدليل قوله في غير هذا الموضع: * (والمؤتفكات) * بالجمع. فهو من إطلاق المفرد وإرادة الجمع كما أوضحناه مرارا، وأكثرنا من أمثلته في القرآن وفي كلام العرب
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»