لكم ءاية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم) *، وقوله تعالى في سورة هود عن صالح * (وياقوم هاذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام ذالك وعد غير مكذوب) *، وقوله تعالى في الشعراء: * (قال هاذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم) *.
وقد بين تعالى: أنهم عقروا الناقة فجاءهم العذاب المستأصل في آيات من كتابه كقوله تعالى في الأعراف: * (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم) * إلى قوله * ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) *، وقوله تعالى: * (فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب) *، وقوله * (فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم) *.
وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى: * (فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون) *. قوله تعالى: * (ونبئهم أن المآء قسمة بينهم كل شرب محتضر) *. قوله تعالى * (ونبئهم أن المآء قسمة بينهم كل شرب محتضر) *. أي أخبر يا صالح ثمود أن الماء وهو ماء البئر التي كانت تشرب منها الناقة قسمة بينهم، فيوم للناقة ويوم لثمود، فقوله: * (بينهم) *: أي بين الناقة وثمود، وغلب العقلاء على الناقة * (كل شرب محتضر) * أي يحضره صاحبه، فتحضر الناقة شرب يومها وتحضر ثمود شرب يومها.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آية أخرى وهي قوله تعالى في الشعراء * (قال هاذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم) * وشرب الناقة هو الذي حذرهم منه صالح لئلا يتعرضوا له في قوله تعالى: * (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها) *. قوله تعالى: * (فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر) *. قوله: * (فتعاطى) *، قال أبو حيان في البحر: فتعاطى هو مطاوع عاطا، وكأن