أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٨٣
وقد تضمنت إيضاح قصة لوط وقومه في سورة هود وسورة الحجر في الكلام على القصة المذكورة في السورتين. قوله تعالى: * (ولقد جآء ءال فرعون النذر كذبوا بأاياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) *. تضمنت هاتان الآيتان ثلاثة أمور:
الأول: أن آل فرعون جاءتهم النذر.
الثاني: أنهم كذبوا بآيات الله.
الثالث: أن الله أخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وهذه الأمور الثلاثة المذكورة هنا جاءت موضحة في آيات أخر من كتاب الله، أما الأول منها وهو أن آل فرعون وقومه جاءهم النذر، فقد أوضحه تعالى في آيات كثيرة من كتابه.
اعلم أولا أن قوله * (جآء ءال فرعون النذر) *، قيل: هو جمع نذير وهو الرسول. وقيل هو مصدر بمعنى الإنذار فعلي أنه مصدر.
فقد بينت الآيات القرآنية بكثرة أن الذي جاءهم بذلك الإنذار هو موسى وهارون، وعلى أنه جمع نذير أي منذر، فالمراد به موسى وهارون، وقد جاء في آيات كثيرة إرسال موسى وهارون لفرعون كقوله تعالى في طه * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسراءيل ولا تعذبهم قد جئناك بأاية من ربك) *.
ثم بين تعالى إنذارهما له في قوله * (إنا قد أوحى إلينآ أن العذاب على من كذب وتولى) * ونحوها من الآيات، وفي هذه الآية سؤال معروف، وهو أن الله تبارك وتعالى أرسل لفرعون نبيين هما موسى وهارون، كما قال تعالى: * (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) * وهنا جمع النذر في قوله * (ولقد جآء ءال فرعون النذر) *، وللعلماء عن هذا أجوبة. أحدها أن أقل الجمع اثنان كما هو المقرر في أصول مالك بن أنس رحمه الله، وعقده صاحب مراقي السعود بقوله: ولقد جآء ءال فرعون النذر) *، وللعلماء عن هذا أجوبة. أحدها أن أقل الجمع اثنان كما هو المقرر في أصول مالك بن أنس رحمه الله، وعقده صاحب مراقي السعود بقوله:
* أقل معنى الجمع في المشتهر * لاثنان في رأي الإمام الحمير *
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»