أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٣٩
* (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * أي بشرك، كما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الثابت في صحيح البخاري. قوله تعالى: * (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون) *. الاستفهام بهل هنا بمعنى النفي، وينظرون بمعنى ينتظرون، أي ما ينتظر الكفار إلا الساعة، أي القيامة أن تأتيهم بغتة، أي في حال كونها مباغتة لهم، أي مفاجئة لهم، وهم لا يستغفرون أي بمفاجأتها في حال غفلتهم وعدم شعورهم بمجيئها.
والظاهر أن المصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله: * (أن تأتيهم) * في محل نصب، على أنه بدل اشتمال من الساعة، وكون ينظرون، بمعنى ينتظرون، معروف في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس: أن تأتيهم) * في محل نصب، على أنه بدل اشتمال من الساعة، وكون ينظرون، بمعنى ينتظرون، معروف في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس:
* فإنكما إن تنظراني ساعة * من الدهر تنفعني لدى أم جندب * وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أن الساعة تأتيهم بغتة، جاء موضحا في آيات من كتاب الله. كقوله تعالى في الأعراف: * (ثقلت فى السماوات والا رض لا تأتيكم إلا بغتة) *. وقوله تعالى في القتال * (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جآء أشراطها) * وقوله تعالى: * (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية) *.
فالمراد بالصيحة: القيامة.
وقوله: * (وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية) *، يدل على أنها تأتيهم وهم في غفلة، وعدم شعور بإتيانها، إلى غير ذلك من الآيات. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين ءامنوا بأاياتنا وكانوا مسلمين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة بعض صفات الذين ينتفي عنهم الخوف والحزن يوم القيامة.
فذكر منها هنا الإيمان بآيات الله والإسلام، وذكر بعضا منها في غير هذا الموضع.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»