أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٠٢
وهم يخلقون) * وقوله تعالى: * (الذى له ملك السماوات والا رض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك وخلق كل شىء فقدره تقديرا واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون بل متعت هاؤلاء وءابآءهم حتى جآءهم الحق ورسول مبين ولما جآءهم الحق قالوا هاذا سحر وإنا به كافرون) *. الضمير المنصوب في جعلها على التحقيق راجع إلى كلمة الإيمان المشتملة على معنى لا إله إلا الله، المذكورة في قوله * (إننى برآء مما تعبدون إلا الذى فطرنى) * لأن لا إله إلا الله نفي وإثبات، فمعنى النفي منها هو البراءة من جميع المعبودات غير الله في جميع أنواع العبادات.
وهذا المعنى جاء موضحا في قوله * (إننى برآء مما تعبدون) *.
ومعنى الإثبات منها هو إفراد الله وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله.
وهذا المعنى جاء موضحا في قوله: * (إلا الذى فطرنى فإنه سيهدين) *.
وضمير الفاعل المستتر في قوله * (وجعلها) *.
قال بعضهم: هو راجع إلى إبراهيم وهو ظاهر السياق.
وقال بعضهم: هو راجع إلى الله تعالى.
فعلى القول الأول فالمعنى صير إبراهيم تلك الكلمة باقية في عقبه أي ولده وولد ولده.
وإنما جعلها إبراهيم باقية فيهم لأنه تسبب لذلك بأمرين:
أحدهما: وصيته لأولاده بذلك وصاروا يتوارثون الوصية بذلك عنه، فيوصي به السلف منهم الخلف، كما أشار تعالى إلى ذلك بقوله: * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه فى الا خرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»