أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٤٩
وقوله تعالى: * (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) *. قوله تعالى: * (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) *. قد قدمنا ما يوضحه، من الآيات القرآنية في مواضع متعددة، من هذا الكتاب المبارك، ذكرنا بعضها في سورة البقرة، في الكلام على قوله تعالى: * (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) *، وذكرنا بعضه في سورة الأعراف، في الكلام على قوله تعالى: * (حتى إذا اداركوا فيها جميعا) * وغير ذلك من المواضع. قوله تعالى: * (قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) *. قد تقدم إيضاحه، مع بعض المباحث في سورة البقرة، في الكلام على قوله تعالى: * (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) *. قوله تعالى: * (قل مآ أسألكم عليه من أجر ومآ أنآ من المتكلفين) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة هود، وذكرنا الأحكام المتعلقة بالآيات، في الكلام على قوله تعالى عن نبيه نوح * (وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله) *. قوله تعالى: * (ولتعلمن نبأه بعد حين) *. الحين المذكور هنا، قال بعض العلماء: المراد به بعد الموت، ويدل له ما قدمنا في سورة الحجر، في الكلام على قوله تعالى: * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) *.
وقال بعض العلماء: الحين المذكور هنا، هو يوم القيامة ولا منافاة بين القولين، لأن الإنسان بعد الموت تتبين له حقائق الهدى والضلال.
واللام في لتعلمن موطئه للقسم، وقد أكد في هذه الآية الكريمة أنهم سيعلمون نبأ القرآن أي صدقه، وصحة جميع ما فيه بعد حين بالقسم، ونون التوكيد.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من تهديد الكفار بأنهم سيعلمون نبأه بعد حين، قد أشار إليه تعالى، في سورة الأنعام، في قوله تعالى: * (وكذب به قومك وهو الحق قل لست
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»