أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٨
. لأنه لا يجعل الرسالة حيث يشاء، ويخص بها من يشاء، إلا من عنده خزائن الرحمة. وله ملك السماوات والأرض.
وقوله تعالى: * (أءنزل عليه الذكر من بيننا) * قد بين في موضع آخر أن ثمود قالوا مثله لنبي الله صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وذلك في قوله تعالى عنهم: * (أءلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر) * وقد رد الله تعالى عليهم ذلك في قوله: * (سيعلمون غدا من الكذاب الا شر) *. قوله تعالى: * (أم لهم م لك السماوات والا رض وما بينهما) *. قد قدمنا بعض الكلام عليه في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: * (وحفظناها من كل شيطان رجيم) *.
* (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الا وتاد * وثمود وقوم لوط وأصحاب لأيكة أولائك الا حزاب * إن كل إلا كذب الر سل فحق عقاب * وما ينظر هاؤلآء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق * وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب * اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الا يد إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق * والطير محشورة كل له أواب * وشددنا ملكه وءاتيناه الحكمة وفصل الخطاب * وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنآ إلى سوآء الصراط * إن هذآ أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطآء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له ذالك وإن له عندنا لزلفى وحسن مأاب * ياداوود إنا جعلناك خليفة فى الا رض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب * وما خلقنا السمآء والا رض وما بينهما باطلا ذالك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) * قوله تعالى: * (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الا وتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب لأيكة أولائك الا حزاب إن كل إلا كذب الر سل فحق عقاب) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: * (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح) * وفي غير ذلك من المواضع. قوله تعالى: * (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب) *. وقد قدمنا الآيات الموضحة له في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: * (ما عندى ما تستعجلون به) *. وفي سورة يونس في الكلام على قوله تعالى: * (أثم إذا ما وقع ءامنتم به) * وفي سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى: * (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) *. وفي سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: * (ويستعجلونك بالعذاب) *.
وقد قدمنا أن القط، النصيب من الشيء، أي عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي توعدنا به.
وأن أصل القط كتاب الجائزة لأن الملك يكتب فيه النصيب الذي يعطيه لذلك الإنسان، وجمعه قطوط، ومنه قول الأعشى:
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»