أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٤٦
وقد قدمنا مرارا كون لعل من حروف التعليل، وذكر حكمة التبيين المذكورة مع حكمة الهدى والرحمة، في قوله تعالى: * (ومآ أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) *.
وبين أن من حكم إنزاله، تثبيت المؤمنين والهدى والبشرى للمسلمين في قوله تعالى: * (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين) *.
وبين أن من حكم إنزاله، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أن يحكم بين الناس بما أراه الله، وذلك في قوله تعالى: * (إنآ أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بمآ أراك الله) *.
والظاهر أن معنى قوله: * (بمآ أراك الله) * أي بما علمك من العلوم في هذا القرآن العظيم، بدليل قوله تعالى: * (وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا) *. وقوله تعالى: * (نحن نقص عليك أحسن القصص بمآ أوحينآ إليك هاذا القرءان وإن كنت من قبله لمن الغافلين) *.
وبين جل وعلا أن من حكم إنزاله إخراج الناس من الظلمات إلى النور وذلك في قوله تعالى: * (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم) *.
وبين أن من حكم إنزاله التذكرة لمن يخشى في قوله تعالى: * (طه مآ أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى) * أي ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى.
وهذا القصر على التذكرة إضافي، وكذلك القصر في قوله تعالى الذي ذكرناه قبل هذا * (ومآ أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه) *، بدليل الحكم الأخرى التي ذكرناها.
وبين أن من حكم إنزاله قرآنا عربيا وتصريف الله فيه من أنواع الوعيد أن يتقي
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»