الناس الله، أو يحدث لهم هذا الكتاب ذكرا، أي موعظة وتذكرا، يهديهم إلى الحق، وذلك في قوله تعالى: * (وكذالك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) * والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (ووهبنا لداوود سليمان) *. ذكر في هذه الآية الكريمة، أنه وهب سليمان لداود، وقد بين في سورة النمل أن الموهوب ورث الموهوب له، وذلك في قوله تعالى: * (وورث سليمان داوود) *.
وقد بينا في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى عن زكريا * (فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من ءال يعقوب) * أنها وراثة علم ودين لا وراثة مال. قوله تعالى: * (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا) *. قد قدمنا الكلام على هذه الآية، وعلى ما يذكره المفسرون فيها، من الروايات التي لا يخفى سقوطها، وأنها لا تليق بمنصب النبوة، في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: * (ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذالك غدا إلا أن يشآء الله) *. وما روي عنه من السلف من جملة تلك الروايات، أن الشيطان أخذ خاتم سليمان، وجلس على كرسيه وطرد سليمان إلى آخره يوضح بطلانه، قوله تعالى: * (إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) * واعتراف الشيطان بذلك في قوله: * (إلا عبادك منهم المخلصين) *. قوله تعالى: * (فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخآء حيث أصاب) *. قد قدمنا الكلام عليه موضحا بالآيات القرآنية في سورة الأنبياء في الكلام على قوله تعالى: * (ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره) *.
وفسرنا هناك قوله هنا حيث أصاب وذكرنا هناك أوجه الجمع، بين قوله هنا: * (رخآء) *، وقوله هناك: * (ولسليمان الريح عاصفة) * ووجه الجمع أيضا بين عموم الجهات المفهوم من قوله هنا * (حيث أصاب) * أي حيث أراد وبين خصوص الأرض المباركة المذكورة هناك في قوله * (تجرى بأمره إلى الا رض التى باركنا فيها) *.