* (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون) *. الظاهر أن القول في قوله: * (لقد حق القول على أكثرهم) *، وفي قوله تعالى: * (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول) *، وفي قوله تعالى: * (قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا) *. وفي قوله تعالى: * (ويحق القول على الكافرين) *، وقوله تعالى: * (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) *، والكلمة في قوله تعالى: * (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل ءاية حتى يروا العذاب الاليم) *، وفي قوله تعالى: * (قالوا بلى ولاكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) *، أن المراد بالقول والكلمة أو الكلمات على قراءة: * (حقت عليهم كلمات ربك) * بصيغة الجمع، هو قوله تعالى: * (لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) *، كما دلت على ذلك آيات من كتاب الله تعالى؛ كقوله تعالى في آخر سورة (هود): * (ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذالك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) *، وقوله تعالى في (السجدة): * (ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولاكن حق القول منى لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) *.
وقوله تعالى في أخريات (ص): * (قال فالحق والحق أقول * لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) *.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (لقد حق القول على أكثرهم) *، يدل على أن أكثر الناس من أهل جهنم، كما دلت على ذلك آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: * (ولاكن أكثر الناس لا يؤمنون) *، * (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) *، * (ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين) *، * (إن في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين) *.
وقد قدمنا الكلام على هذا في سورة (الأنعام)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإن تطع أكثر من فى الارض يضلوك عن سبيل الله) *.