أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٢٧٦
((سورة فاطر)) * (الحمد لله فاطر السماوات والا رض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشآء إن الله على كل شىء قدير * ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم * ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السمآء والا رض لا إلاه إلا هو فأنى تؤفكون * وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الا مور * ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير * الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير * أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشآء ويهدى من يشآء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون * والله الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الا رض بعد موتها كذلك النشور * من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولائك هو يبور * والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا فى كتاب إن ذلك على الله يسير * وما يستوى البحران هاذا عذب فرات سآئغ شرابه وهاذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * يولج اليل فى النهار ويولج النهار فى اليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعآءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير * ياأيها الناس أنتم الفقرآء إلى الله والله هو الغنى الحميد) * قوله تعالى: * (لله فاطر السماوات والا رض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) *. الألف واللام في قوله: * (الحمد لله) *، للاستغراق، أي: جميع المحامد ثابت لله جل وعلا، وقد أثنى جل وعلا على نفسه بهذا الحمد العظيم معلما خلقه في كتابه أن يثبوا عليه بذلك، مقترنا بكونه * (فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا) *، وذلك يدل على أن خلقه للسماوات والأرض، وما ذكر معه يدل على عظمته، وكمال قدرته، واستحقاقه للحمد لذاته لعظمته وجلاله وكمال قدرته، مع ما في خلق السماوات والأرض من النعم على بني آدم فهو بخلقهما مستحق للحمد لذاته، ولإنعامه على الخلق بهما، وكون خلقهما جامعا بين استحقاق الحمدين المذكورين، جاءت آيات من كتاب الله تدل عليه. أما كون ذلك يستوجب حمد الله لعظمته وكماله، واستحقاقه لكل ثناء جميل، فقد جاء في آيات من كتاب الله تعالى؛ كقوله تعالى في أول سورة (الأنعام): * (الحمد لله الذى خلق * السماوات والارض وجعل الظلمات والنور) *، وقوله في أول سورة (سبأ): * (الحمد لله الذى له ما فى * السماوات وما في الارض) *، وقوله تعالى في أول سورة (الفاتحة): * (الحمد لله رب العالمين) *. وقد قدمنا أن قوله: * (رب العالمين) *، بينه قوله تعالى: * (قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين) *، وكقوله تعالى: * (وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) *، وقوله: * (وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) *.
وأما استحقاقه للحمد على خلقه بخلق السماوات والأرض، لما في ذلك من إنعامه على بني آدم، فقد جاء في آيات من كتاب الله، فقد بين تعالى أنه أنعم على خلقه، بأن
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»