* (الاحياء) * هنا: المؤمنون، و * (الاموات) *: الكفار؛ فالحياة هنا حياة إيمان، والموت موت كفر.
وهذا المعنى جاء موضحا في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى: * (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به فى الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) *، فقوله: * (أو من كان ميتا) *، أي: موت كفر فأحييناه حياة إيمان؛ وكقوله تعالى: * (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) *، فيفهم من قوله: * (من كان حيا) *، أي: وهي حياة إيمان إن الكافرين الذين حق عليهم القول ليسوا كذلك، وقد أطبق العلماء على أن معنى قوله: * (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله) *، أن المعنى: والكفار يبعثهم الله.
وقد قدمنا هذا موضحا بالآيات القرءانية في سورة (النمل)، في الكلام على قوله تعالى: * (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء) *. * (إن الله يسمع من يشآء ومآ أنت بمسمع من فى القبور) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له وما جاء في سماع الموتى في سورة (النمل)، في الكلام على قوله تعالى: * (إنك لا تسمع الموتى) *. * (ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدوآب والا نعام مختلف ألوانه كذلك) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة (الروم)، في الكلام على قوله تعالى: * (ومن ءاياته خلق * السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم) *، وبينا هناك دلالة الآيات على أنه جل وعلا هو المؤثر وحده، وأن الطبائع لا تأثير لها إلا بمشيئته تعالى.
* (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب * والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزى كل كفور * وهم يصطرخون فيها ربنآ أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجآءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير * إن الله عالم غيب السماوات والا رض إنه عليم بذات الصدور * هو الذى جعلكم خلائف فى الا رض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا * قل أرءيتم شركآءكم الذين تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الا رض أم لهم شرك فى السماوات أم ءاتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا * إن الله يمسك السماوات والا رض أن تزولا ولئن زالتآ إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا * وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جآءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الا مم فلما جآءهم نذير ما زادهم إلا نفورا * استكبارا فى الا رض ومكر السيىء ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة آلا ولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا * أولم يسيروا فى الا رض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شىء فى السماوات ولا فى الا رض إنه كان عليما قديرا * ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دآبة ولاكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جآء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) * * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) *، إلى قوله: * (ولباسهم فيها حرير) *. قد قدمنا الكلام على هذه الآية، مع نظائرها من آيات الرجاء استطرادا، وذكرنا معنى الظالم والمقتصد والسابق، ووجه تقديم الظالم عليهما بالوعد في الجنات في سورة (النور)، في الكلام على قوله تعالى: * (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى