فى جو السمآء ما يمسكهن إلا الله إن فى ذالك لآيات لقوم يؤمنون) *. قوله تعالى: * (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الا رض كما استخلف الذين من قبلهم) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات من هذه الأمة: * (ليستخلفنهم فى الارض) *، أي: ليجعلنهم خلفاء الأرض، الذين لهم السيطرة فيها، ونفوذ الكلمة، والآيات تدل على أن طاعة الله بالإيمان به، والعلم الصالح سبب للقوة والاستخلاف في الأرض ونفوذ الكلمة؛ كقوله تعالى: * (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الارض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره) *، وقوله تعالى: * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز * الذين إن مكناهم فى الارض أقاموا الصلواة واتوا الزكواة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) *، وقوله تعالى: * (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (كما استخلف الذين من قبلهم) *، أي: كبني إسرائيل.
ومن الآيات الموضحة لذلك، قوله تعالى: * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم فى الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) *، وقوله تعالى عن موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: * (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الارض فينظر كيف تعملون) *، وقوله تعالى: * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التى باركنا فيها) *، إلى غير ذلك من الآيات. وقوله تعالى: * (ليستخلفنهم) * اللام موطئة لقسم محذوف، أي: وعدهم الله، وأقسم في وعده ليستخلفنهم. * (وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم) *. هذا الدين الذي ارتضاه لهم هو دين الإسلام بدليل قوله تعالى: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الأسلام دينا) *، وقوله تعالى: * (إن