أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ١٠٠
. قوله تعالى: * (يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا) *. قوله * (يومئذ) * أي يوم إذ نسفت الجبال يتبعون الداعي. والداعي: هو الملك الذي يدعوهم إلى الحضور للحساب. قال بعض أهل العلم: يناديهم أيتها العظام النخرة، والأوصال المتفرقة، واللحوم المتمزقة، قومي إلى ربك للحساب والجزاء، فيسمعون الصوت ويتبعونه. ومعنى * (لا عوج له) *: أي لا يحيدون عنه، ولا يميلون يمينا ولا شمالا. وقيل: لا عوج لدعاء الملك عن أحد، أي لا يعدل بدعائه عن أحد، بل يدعوهم جميعا. وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من اتباعهم للداعي للحساب، وعدم عدو لهم عنه بينه في غير هذا الموضع، وزاد أنهم يسرعون إليه كقوله تعالى * (فتول عنهم يوم يدعو الداع إلى شىء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الا جداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هاذا يوم عسر والإهطاع: الإسراع: وقوله تعالى: * (واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) *، وقوله تعالى: * (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (وخشعت الأصوات للرحمان) * أي خفضت وخفتت، وسكنت هيبة لله، وإجلالا وخوفا * (فلا تسمع) * في ذلك اليوم صوتا عاليا، بل لا تسمع * (إلا همسا) * أي صوتا خفيا خافتا من شدة الخوف. أو * (إلا همسا) * أي إلا صوت خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر والهمس يطلق في اللغة على الخفاء، فيشمل خفض الصوت وصوت الأقدام. كصوت أخفاف الإبل في الأرض التي فيها يابس النبات، ومنه قول الراجز: وخشعت الأصوات للرحمان) * أي خفضت وخفتت، وسكنت هيبة لله، وإجلالا وخوفا * (فلا تسمع) * في ذلك اليوم صوتا عاليا، بل لا تسمع * (إلا همسا) * أي صوتا خفيا خافتا من شدة الخوف. أو * (إلا همسا) * أي إلا صوت خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر والهمس يطلق في اللغة على الخفاء، فيشمل خفض الصوت وصوت الأقدام. كصوت أخفاف الإبل في الأرض التي فيها يابس النبات، ومنه قول الراجز:
* وهن يمشين بنا هميسا * إن تصدق الطير ننك لميسا * وما ذكره جل وعلا هنا أشار له في غير هذا الموضع، كقوله: * (رب السماوات والا رض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا) *:
وقوله هنا: * (يومئذ لا تنفع الشفاعة) *، قد قدمنا الآيات الموضحة لذلك في (مريم) وغيرها، فأغنى ذلك عن إعادته هنا
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»