يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) * وقوله: * (وقالوا ياأيها الذى نزل عليه الذكر إنك لمجنون) *، وقوله تعالى: * (ص والقرءان ذى الذكر) *، وقوله تعالى: * (وإنه لذكر لك ولقومك) *، وقوله: * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقال الفخر الرازي في تفسير هذه الآية الكريمة: ثم في تسمية القرآن بالذكر وجوه:
أحدها أنه كتاب فيه ذكر ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم ودنياهم.
وثانيها أنه يذكر أنواع آلاء الله ونعمائه تعالى. ففيه التذكير والمواعظ.
وثالثها أنه فيه الذكر والشرف لك ولقومك على ما قال: * (وإنه لذكر لك ولقومك) *.
واعلم أن الله تعالى سمى كل كتبه ذكرا فقال: * (فاسألوا أهل الذكر) * ا ه المراد من كلام الرازي.
ويدل للوجه الثاني في كلامه قوله تعالى: * (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولو الا لباب) *، وقوله تعالى: * (وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) *. قوله تعالى: * (من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وسآء لهم يوم القيامة حملا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من أعرض عن هذا الذكر الذي هو القرآن العظيم، أي صد وأدبر عنه، ولم يعمل بما فيه من الحلال والحرام، والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد ويعتبر بما فيه من القصص والأمثال، ونحو ذلك فإنه يحمل يوم القيامة وزرا، قال الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة: يريد بالوزر العقوبة الثقيلة الباهظة. سماها وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها، بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره، ويلقي عليه بهره. أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: قد دلت آيات كثيرة من كتاب الله: على أن المجرمين يأتون يوم القيامة يحملون أوزارهم. أي أثقال ذنوبهم. أي أثقال ذنوبهم على ظهورهم. كقوله