أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ١٥٩
يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون) * وقوله تعالى: * (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسآءلون فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولائك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون) *، وقوله تعالى: * (فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية) * إلى غير ذلك من الآيات.
وما ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أن موازين يوم القيامة موازين قسط ذكره في (الأعراف) في قوله: * (والوزن يومئذ الحق) * لأن الحق عدل وقسط. وما ذكره فيها: من أنه لا تظلم نفس شيئا بينه في مواضع أخر كثيرة، كقوله: * (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) *، وقوله تعالى: * (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولاكن الناس أنفسهم يظلمون) *، وقوله تعالى: * (ولا يظلم ربك أحدا) * وقد قدمنا الآيات الدالة على هذا في سورة (الكهف).
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من كون العمل وإن كان مثقال ذرة من خير أو شر أتى به جل وعلا أوضحه في غير هذا الموضع، كقوله عن لقمان مقررا له: * (يابنى إنهآ إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السماوات أو فى الا رض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) *، وقوله تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (ونضع الموازين) * جمع ميزان. وظاهر القرآن تعدد الموازين لكل شخص، لقوله: * (فمن ثقلت موازينه) *، وقوله: * (ومن خفت موازينه) * فظاهر القرآن يدل على أن للعامل الواحد موازين يوزن بكل واحد منها صنف من أعماله، كما قال الشاعر: ومن خفت موازينه) * فظاهر القرآن يدل على أن للعامل الواحد موازين يوزن بكل واحد منها صنف من أعماله، كما قال الشاعر:
* ملك تقوم الحادثات لعدله * فلكل حادثة لها ميزان * والقاعدة المقررة في الأصول: أن ظاهر القرآن لا يجوز العدول عنه إلا بدليل يجب الرجوع إليه. وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: الأكثر على أنه إنما هو ميزان واحد، وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه. وقد قدمنا في آخر سورة (الكهف)
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»