ابن مريم وأمه ومن فى الا رض جميعا) *، وقوله تعالى: * (وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون) *. قوله في هذه الآية الكريمة * (أم) * هي المنقطعة، وهي بمعنى بل والهمزة، فقد اشتملت على معنى الإضراب والإنكار، والمعنى: ألهم لآلهة تجعلهم في منعة وعز حتى لا ينالهم عذابنا. ثم بين أن الهتهم التي يزعمون لا تستطيع نفع أنفسها، فكيف تنفع غيرها بقوله: * (لا يستطيعون نصر أنفسهم) *. وقوله * (من دوننا) * فيه وجهان: أحدهما أنه متعلق. * (آلهة) * أي ألهم آلهة * (من دوننا) * أي سوانا * (تمنعهم) * مما نريد أن نفعله بهم من العذابا كلاا ليس الأمر كذلك. الوجه الثاني أنه متعلق. * (تمنعهم) * لقول العرب: منعت دونه، أي كففت أذاه. والأظهر عند الأول. ونحوه كثير في القرآن كقوله: * (ومن يقل منهم إنى إلاه من دونه) * وقوله: * (واتخذوا من دونه ءالهة) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة: من كون الآلهة التي اتخذوها لا تستطيع نصر أنفسها فكيف تنفع غيرها جاء مبينا في غير هذا الموضع؟ كقوله تعالى: * (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سوآء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بهآ أم لهم أيد يبطشون بهآ أم لهم أعين يبصرون بهآ أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركآءكم ثم كيدون فلا تنظرون) *، وقوله تعالى: * (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) *، وقوله تعالى: * (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعآءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم) *، وقوله تعالى: * (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعآئهم غافلون) *، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن تلك الآلهة المعبودة من دون الله ليس فيها نفع البتة.