الثالثة أن الكفار معرضون عما فيها (أي السماء) من الآيات، لا يتعظون به ولا يتذكرون. وقد أوضح هذه المسائل الثلاث في غير هذا الموضع:
أما كونه جعلها سقفا فقد ذكره في سورة (الطور) أنه مرفوع وذلك في قوله: * (والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع.
وأما كون ذلك السقف محفوظا فقد بينه في مواضع من كتابه، فبين أنه محفوظ من السقوط في قوله: * (ويمسك السمآء أن تقع على الا رض إلا بإذنه) *، وقوله: * (ومن ءاياته أن تقوم السمآء والا رض بأمره) *، وقوله تعالى: * (إن الله يمسك السماوات والا رض أن تزولا) *، وقوله: * (وسع كرسيه السماوات والا رض ولا يؤوده حفظهما وهو العلى العظيم) *، وقوله * (ولقد خلقنا فوقكم سبع طرآئق وما كنا عن الخلق غافلين) * على قول من قال: وما كنا عن الخلق غافلين. إذ لو كنا نغفل لسقطت عليهم السماء فأهلكتهم. وبين أنه محفوظ من التشقق والتفطر، لا يحتاج إلى ترميم ولا إصلاح كسائر السقوف إذا طال زمتها. كقوله تعالى: * (فارجع البصر هل ترى من فطور) *، وقوله تعالى: * (أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) * أي ليس فيها من شقوق ولا صدوع. وبين أن ذلك السقف المذكور محفوظ من كل شيطان رجيم. كقوله: * (وحفظناها من كل شيطان رجيم) *، وقد بينا الآيات الدالة على حفظها من جميع الشياطين في سورة (الحجر). وأما كون الكفار معرضين عما فيها من الآيات فقد بينه في مواضع من كتابه. كقوله تعالى: * (وكأين من ءاية فى السماوات والا رض يمرون عليها وهم عنها معرضون) *، وقوله: * (وإن يروا ءاية يعرضوا) *، وقوله: * (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جآءتهم كل ءاية) *، وقوله: * (وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) *. قوله تعالى: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون كل نفس ذآئقة الموت) *. قال بعض أهل العلم: كان المشركون ينكرون نبوته صلى الله عليه وسلم ويقولون: هو شاعر يتربص به ريب المنون، ولعله يموت كما مات شاعر بني فلان. فقال الله تعالى: قد مات