أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ١٥٣
العاقبة الحميدة، والنصر النهائي كما كان لهم. وما تضمنته هذه الآية الكريمة من ذلك جاء موضحا في مواضع من كتاب الله. كقوله تعالى: * (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) *، وقوله تعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضآئق به صدرك أن) *، وقوله تعالى: * (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جآءك من نبإ المرسلين) *، وقوله تعالى: * (وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جآءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير) *، وقوله تعالى: * (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الا مور) * والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (فحاق بهم) * أي أحاط بهم. ومادة حاق يائية العين. بدليل قوله في المضارع: * (ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله) * ولا تستعمل هذه المادة إلا في إحاطة المكروه خاصة. فلا تقول: حاق به الخير بمعنى أحاط به. والأظهر في معنى الآية: أن المراد: وحاق بهم العذاب الذي كانوا يكذبون به في الدنيا ويستهزؤون به، وعلى هذا اقتصر ابن كثير. وقال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: * (فحاق) * أي أحاط ودار * (بالذين) * كفروا و * (سخروا منهم) * وهزءوا بهم * (ما كانوا به يستهزءون) * أي جزاء استهزائهم. والأول أظهر، والعلم عند الله تعالى. والآية تدل على أن السخرية من الاستهزاء وهو معروف. قوله تعالى: * (قل من يكلؤكم باليل والنهار من الرحمان) *. أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة: أن يقول للمعرضين عن ذكر ربهم: * (من يكلؤكم) * أي من هو الذي يحفظكم ويحرسكم * (باليل) * في حال نومكم * (والنهار) * في حال تصرفكم في أموركم. والكلاءة بالكسر: الحفظ والحراسة. يقال: اذهب في كلاءة الله. أي في حفظه، واكتلأت منهم: احترست. ومنه قول ابن هرمة: والنهار) * في حال تصرفكم في أموركم. والكلاءة بالكسر: الحفظ والحراسة. يقال: اذهب في كلاءة الله. أي في حفظه، واكتلأت منهم: احترست. ومنه قول ابن هرمة:
* إن سليمى والله يكلؤها * ضنت بشيء ما كان يرزؤها * وقول كعب بن زهير: وقول كعب بن زهير:
* أنخت بعيري واكتلأت بعينه * وآمرت نفسي أي أمري أفعل *
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»