((سورة الأنبياء)) * (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هاذآ إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون * قال ربى يعلم القول فى السمآء والا رض وهو السميع العليم * بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بأاية كمآ أرسل الا ولون * مآ ءامنت قبلهم من قرية أهلكناهآ أفهم يؤمنون * ومآ أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين * ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشآء وأهلكنا المسرفين * لقد أنزلنآ إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) * قوله تعالى: * (اقترب للناس حسابهم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة لذلك في أول سورة (النحل) فأغنى ذلك عن إعادته هنا. قوله تعالى: * (وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هاذآ إلا بشر مثلكم) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الكفار أخفوا النجوى فيما بينهم، قائلين: إن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا بشر مثلهم، فيكف يكون رسولا إليهم؟ والنجوى: الإسرار بالكلام وإخفاؤه عن الناس. وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من دعواهم: أن بشرا مثلهم لا يمكن أن يكون رسولا، وتكذيب الله لهم في ذلك جاء في آيات كثيرة، وقد قدمنا كثيرا من ذلك، كقوله: * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) *، وقوله: * (فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله) *، وقوله: * (أبشرا منا واحدا نتبعه إنآ إذا لفى ضلال وسعر) * وقوله: * (ما هاذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون) *، وقوله تعالى: * (ما لهاذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الا سواق) *، وقوله تعالى: * (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد ءابآؤنا) *. والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا، كما تقدم إيضاح ذلك.
وقد رد الله عليهم هذه الدعوى الكاذبة التي هي منع إرسال البشر، كقوله هنا في هذه السورة الكريمة: * (ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا) *، وقوله تعالى: * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) *، وقوله تعالى: * (ومآ أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون